يعد سباق 100 متر من بين أكثر الألعاب المنتظرة من طرف جماهير ألعاب القوى، ورغم أن السباق ينتهي في ثواني معدودة إلى أنه جد مشوق ويرفع الحماس لدى المشاهدين، إذ نجد بأن سباق 100 متر سيدات كان حاضرا منذ دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1928، والتي أقيمت في مدينة أمستردام الهولندية. من المعلوم أن الدول المهيمنة في سباقات 100 متر، سواء من الرجال أو النساء، تكون دولة الولايات المتحدة الأمريكية أو دولة جامايكا، إذ نجد بأن أغلب أبطالها ينحدرون من أصول أفريقية (أصحاب البشرة السوداء)، لكن هذا الأمر لم يكن دائما. قبل التعرف على جميع الفائزات بسباق 100 متر سيدات في الألعاب الأولمبية، سنقوم أولا بإضافة بعض المعلومات المهمة المتعلقة بالموضوع.
ألعاب القوى والألعاب الأولمبية
تعد ألعاب القوى مجموعة من الألعاب الرياضية التي تنقسم بشكل أساسي إلى (العدو، القفز، الرمي)، وأغلب منافساتها تقام داخل الملعب داخل الصالات، أو في الهواء الطلق (سباق 100 متر سيدات…)، وهناك منافسات تقام خارج الملعب (سباق المشي، المارتون…). من بين أشهر المنافسات الدولية لألعاب القوى نجد، بطولة العالم لألعاب القوى، بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات، والألعاب الأولمبية التي تقام منذ سنة 1896 مرة واحدة كل 4 سنوات.
إنطلقت الألعاب الأولمبية الحديثة سنة 1896، وهي أحداث رياضية دولية تشمل كل من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، عقدت أول دورة أولمبية صيفية سنة 1896 في مدينة أثينا باليونان، أما بالنسبة للألعاب الأولمبية الشتوية فكانت أول دورة لها سنة 1924 في مدينة شاموني الفرنسية، وكما هو واضح من التسمية، فإن الألعاب الشتوية تكون محصورة في منافسات التزلج التي لها علاقة بالجليد، وتبقى المنافسات الصيفية هي الأكثر شعبية، والتي من ضمنها نجد سباق 100 متر سيدات الذي ينتمي إلى سباقات المسافات القصيرة. وقد شاركت السيدات لأول مرة في الألعاب الأولمبية الصيفية سنة 1928، في مدينة أمستردام الهولندية.
المسافات القصيرة
تمتاز سباقات المسافات القصيرة بالجري السريع بأقصى سرعة، ولمسافة قصيرة، ولفترة زمنية قصيرة، ويوضح العلم بأن العداء لا يمكنه الحفاظ على السرعة القصوى لأكثر من 30 إلى 35 ثانية، وذلك بسبب استنفاد مادة الفوسفو كرياتين المخزنة في العضلات، ومن بين أشهر سباقات المسافات القصيرة نجد (سباق 100 متر، 200 متر، 400 متر).
مسافة 100 متر
يطلق على الفائز بسباق 100 متر (أسرع رجل، أسرع إمرأة في العالم)، إذ تعد الإنطلاقة الناجحة جد مهمة في الفوز، وفي بعض الأحيان تكون سببا في الإقصاء والطرد من السباق، وذلك عندما يرتكب العداء إنطلاقة خاطئة. يمتاز عدائي المسافات القصيرة، سواء الرجال أو النساء بعضلاتهم المفتولة والضخمة، وذلك بالمقارنة مع باقي رياضات ألعاب القوى. تعد الأسطورة الراحلة العداءة الأمريكية فلورنس غريفيث جوينر، ملكة مسافة 100 متر سيدات، والتي تحمل الرقم القياسي البالغ 10.49 ثانية.
أشهر بطلات سباق 100 متر سيدات
تتربع العداءة الأمريكية فلورنس غريفيث جوينر على عرش سباق 100 متر سيدات، إذ هي محطمة الرقم القياسي لمسافة 100 متر سيدات بتوقيت 10.49 ثانية، وهي أيضا محطمة الرقم القياسي لسباق 200 متر سيدات، بتوقيت 21.34 ثانية، ولقد حصلت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1988 في مدينة سيول بكوريا الجنوبية، وإعتزلت العداءة فلورنس ألعاب القوى سنة 1988، وتوفيت سنة 1998.
اقرأ أيضًا: جميع الفائزين بسباق 100 متر رجال في الألعاب الأولمبية
من بين أفضل عداءات مسافة 100 متر نجد، العداءة الجامايكية شيلي آن فريزر الحاصلة على الميدالية الذهبية لسباق 100 متر، الأولى في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2008 في مدينة بكين الصينية، والثانية في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2012 في مدينة لندن الإنجليزية، وأفضل رقم لها هو 10.60 والذي حصلت عليه سنة 2021. لكن تعد العداءة الجامايكية إيلين طومسون حيره أقوى بطلة في المسافات القصيرة في الوقت الحالي، إذ حصلت على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2016 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وأيضا على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2020 في مدينة طوكيو اليابانية، ويعد أفضل توقيت شخصي لها هو 10.54 ثانية التي حصلت عليه سنة 2021.
الرقم القياسي لسباق 100 متر سيدات
لم يتم تحطيم الرقم القياسي لسباق 100 متر سيدات في الألعاب الأولمبية، إذ قامت العداءة فلورنس غريفيث جوينر بتحطيمه في المحاكمات الأولمبية الأمريكية، وذلك في مدينة إنديانابوليس سنة 1988، بتوقيت 10.54 ثانية. عند أول مشاركة للسيدات في الألعاب الأولمبية سنة 1928، إستطاعت الفائزة بأول ميدالية ذهبية لسباق 100 متر سيدات بيتي روبنسون بتحقيق رقم 12.2 ثانية، في نسخة 1932 إستطاعت العداءة ستانيساوا والاسييفيز كسر حاجز 12 ثانية بتحقيقها توقيت 11.9 ثانية، في دروة الألعاب الأولمبية الصيفية 1984 في مدينة لوس انجلوس الأمريكية، إستطاعت العداءة إيفلين أشفورد كسر حاجز 11 ثانية بتحقيقها توقيت 10.97 ثانية، ويعود أفضل رقم قياسي أولمبي للعداءة الجامايكية إيلين طومسون حيره، والذي حصلت عليه في الأولمبيات الصيفية لسنة 2020 في مدينة طوكيو اليابانية، بتوقيت 10.61 ثانية.
الدول المهيمنة على سباق 100 متر سيدات في الألعاب الأولمبية
في كل الرياضات نجد بأن هناك دول أو مجموعة من الدول تهيمن على رياضة معينة، فبالنسبة لسباق 100 متر سيدات، فإنها لا تختلف كثيرا عن سباق 100 متر رجال، إذ نجد دولة الولايات المتحدة الأمريكية هي المهيمنة، تليها دولة جامايكا وأستراليا. في الدورات الأولى من الألعاب الأولمبية كانت جميع الفائزات في منافسات 100 متر سيدات من ذوي البشرة البيضاء، لكن منذ دورة 1960 بدأ الأبطال من أصول أفريقية بالفوز بهذا السباق، إذ تعد الرياضية ويلما رودولف أول أمريكية من أصول أفريقية تفوز بسباق 100 متر سيدات، ومنذ ذلك الحين أصبح أغلب البطلات الفائزات بالميدالية الذهبية من أصول أفريقية (من مختلف الدول).
إلغاء أو تأجيل أو مقاطعة الأولمبيات الصيفية
في العديد من الفترات الزمنية لم يتم تنظيم سباق 100 متر سيدات فيها، وذلك راجع بالأساس لعدم تنظيم الدورة الأولمبية ككل، أو لأنها كانت تقتصر فقط على الرجال، على عكس سباق 100 متر رجال الذي بدأ مع أول دورة أولمبية أقيمت سنة 1896، فإن أول مشاركة نسائية في الأولمبيات كانت سنة 1928، وأيضا بدأ أول سباق 100 متر سيدات في تلك النسخة.
في سنة 1940 وبسبب الحرب العامية الثانية تم إلغاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي كانت ستقام في مدينة طوكيو باليابان، ليتم برمجتها لتقام في مدينة هلسنكي بفنلدنا، لكن تم إلغاء الدورة بشكل تام، في سنة 1944 كانت ستقام الدورة في مدينة لندن ببريطانيا، لكن تم تأجيلها إلى غاية سنة 1948 في مدينة لندن ببريطانيا، وذلك أيضا بسبب الحرب العالمية الثانية.
في سنة 1980 وفي خضم الحرب الباردة (وهي الفترة التي كان فيها توتر وصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي)، والتي دامت من سنة 1947 إلى غاية سنة 1991. تم إستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1980 في مدينة موسكو بالاتحاد السوفياتي، قامت العديد من الدول بمقاطعة هذه الدورة، وهناك بعض الدول التي شاركت تحت العلم المحايد للألعاب الأولمبية، وهناك دول شاركت بشكل طبيعي.
في سنة 2019 ظهرت جائحة فيروس كورونا، والتي أدت إلى مقتل ملايين الأشخاص، وبهذا فقد تم تأجيل دورة طوكيو للألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2020 إلى سنة 2021، لكن مع الاحتفاظ بنفس الاسم أوليمبياد طوكيو 2020، ولقد تم استضافتها ولا تزال جائحة كورونا مستمرة.