يعد لقب مستر أولمبيا أعظم لقب في عالم كمال الأجسام. هناك العديد من بطولات كمال الأجسام العالمية ومن أشهرها نجد، بطولة (مستر أولمبيا، بطولة سيد الكون، بطولة أرنولد كلاسيك…). بدأت أول بطولة مستر أولمبيا سنة 1965، يتم تقديم للفائز فيها بالإضافة إلى الجائزة المالية على تمثال الساندو الشهير. تشارك العديد من الفئات في بطولة مستر أولمبيا (كلاسيك فيزيك، فئة كمال الأجسام فئة 212، فئة الوزن المفتوح…). ونحن من خلال هذا المقال سنتحدث عن الفئة الأقدم والأكثر شهرة، والتي هي فئة الوزن المفتوح، والتي يطلق عليها لقب بطل الأبطال. قبل التعرف على جميع الفائزين بلقب مستر أولمبيا على مر التاريخ، سنقوم أولا بإضافة بعض المعلومات المهمة المتعلقة بالموضوع.
كمال الأجسام
كمال الأجسام Bodybuilding، وتعرف أيضا باسم رياضة الحديد، رياضة المصارعين، وأول من ترجم مصطلح البدي بلدنج إلى العربية (كمال الأجسام) هم المصريون في صحافتهم في سنوات الأربعينيات من القرن العشرين. بعد ذلك انتشر هذا الاسم خصوصا بعد اشتهار اللعبة في عقدي السبعينيات والثمانينيات بشكل كبير. أما إذا ترجمنا المصطلح الإنجليزي حرفيا إلى العربية فيكون اسمها رياضة (بناء الجسم)، أو (بناء الأجسام). ومن أسمائها أيضا جمال الأجسام، وبناء العضلات، والتنمية العضلية.
منذ القدم (الحضارة الإغريقية، المصرية…) كان يتم إختيار الأشخاص ذوي العضلات المفتولة من أجل الحروب، إذ يعد الجسم القوي المشدود دليلا على اللياقة العالية والقوة. أيضا كان يتم تمجيد الشخصيات الأسطورية (الآلهة المصرية، الآلهة اليونانية…)، وبهذا كانت تصنع لهم تماثيل بأجسام قوية مفتولة العضلات (جلجامش، هرقل…).
ظهرت رياضية كمال الأجسام في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 بمدينة لندن، وذلك على يد الأب والمؤسس لرياضة بناء الأجسام في القرن العشرين يوجين ساندو. تتمحور رياضة كمال الأجسام على مبدأ تضخيم عضلات الجسم وإبرازها، واستعراض جماليتها ومقارنتها بعضلات المنافسين الآخرين، ويقوم الحكام بتنقيط المتنافسين بناء على (الكتلة العضلية، والتنشيف،…).
مستر أولمبيا
مستر أولمبيا Mr. Olympia، وهي أكبر منافسة لمحترفي كمال الأجسام في الاتحاد الدولي لكمال الأجسام واللياقة البدنية IFBB. أقيمت النسخة الأولى سنة 1965 في مدينة نيويورك، وكان أول فائز باللقب هو البطل لاري سكوت، وأقيمت أخر نسخة لحد الآن سنة 2021 في مدينة أورلاندو، وكان بطلها هو العربي المصري ممدوح السبيعي (بيج رامي).
قام الأب الروحي لرياضة كمال الأجسام جو ويدر بإقامة بطولة مستر أولمبيا، وذلك من أجل تكريم أصدقائه من الأبطال المحترفين لرياضة كمال الأجسام، ولم يجد طريقة أفضل من إقامة بطولة كبرى تجمعهم معا، وأيضا من أجل إضافة منافسة أخرى بجانب بطولة (سيد الكون)، وبأن يصبح لقب مستر أولمبيا أشهر وأبرز لقب في رياضة كمال الأجسام، وقد سماها بأولمبيا تيمنا بالجبل اليوناني (جبل أوليمبوس)، والذي يعد رمزا لكل الرياضيين قديما وحديثا. وهي مسابقة دولية تقام سنويا من قبل الاتحاد الدولي لكمال الأجسام واللياقة البدنية.
أكثر الأبطال الفائزين بلقب مستر أولمبيا
يتربع لي هاني رفقة روني كولمان على عرش مستر أولمبيا (ثمانية ألقاب)، في المرتبة الثانية نجد كل من أرنولد شوارزنيجر وفيل هيث (سبعة ألقاب)، في المرتبة الثالثة نجد دوريان يتس (ستة ألقاب)، في المرتبة الرابعة نجد جيه كتلر (أربعة ألقاب)، في المرتبة الخامسة نجد سيرجيو أوليفا وفرانك زين (ثلاثة ألقاب)، في المرتبة السادسة نجد لاري سكوت وفرانكو كولومبو وممدوح السبيعي (لقبين إثنين)، في المرتبة السابعة نجد بقية الأبطال (كريس ديكرسون، سمير بنوت، ديكستر جاكسون، شون رودين، براندون كيري).
أشهر الأبطال الفائزين بلقب مستر أولمبيا
يعد البطل أرنولد شوارزنيجر أشهر من حصل على لقب مستر أولمبيا، إذ كان يتميز بطوله ووسامته وروحه المرحة، وكان جسده في سنوات السبعينيات قفزة نوعية في رياضة كمال الأجسام، ويعتبره الكثيرون ومن ضمنهم الأسطورة روني كولمان، الجسم الشبه الكامل وأفضل بطل على الإطلاق في رياضة كمال الأجسام، وقد حصل على سبعة ألقاب مستر أولمبيا، وأيضا لأنه أصبح من أبرز نجوم عالم السينما. نجد أيضا بطولة أرنولد كلاسيك التي انطلقت منذ سنة 1989، وأيضا يعد رجل سياسي (حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية الثامن والثلاثون).
يعتبر روني كولمان أفضل لاعب لكمال الأجسام على مر التاريخ، تمكن من الحصول على 8 ألقاب لمستر أولمبيا، وقد عاصر الجيل الذهبي والعصر الجديد. الكثير من الأشخاص (أبطال مستر أولمبيا، محبي رياضة كمال الأجسام) يعتبرون روني كولمان أفضل جسم مر على تاريخ رياضة كمال الأجسام. والآن يعاني البطل روني كولمان الكثير من الآلم، وذلك بعد العديد من العمليات الجراحية التي أجراها في ظهره، وذلك راجع لتدريباته بأوزان ثقيلة جدا.
الجوائز المالية لأبطال مستر أولمبيا على مر التاريخ
حصل أول فائز بلقب مستر أولمبيا على مبلغ 1,000 دولار، وذلك سنة 1965، وبقية نفس الجائزة المالية إلى غاية سنة 1975 لتصبح 2,500 دولار، في سنة 1976 تضاعف المبلغ ليصبح 5,000 دولار، في سنة 1978 أصبح المبلغ 15,000 دولار، وفي سنة 1979 أصبحت الجائزة المالية 25,000 دولار، والتي تضاعفت سنة 1984 لتصبح 50,000 دولار، ولأول مرة سنة 1990 أصبحت الجائزة عبارة عن مبلغ جد مهم وهو 100,000 دولار، سنة 2009 تضاعف المبلغ ليصبح 200,000 دولار، وفي سنة 2018 تضاعفت الجائزة مرة أخرى لتصبح 400,000 دولار.
التغييرات الجسدية لأبطال مستر أولمبيا على مر الزمن
منذ النسخة الأولى لمستر أولمبيا، والتي أقيمت في مدينة نيويورك سنة 1965، وإلى غاية أخر نسخة لمستر أولمبيا، والتي أقيمت في مدينة أورلاندو سنة 2021، فإن جسم المتنافسين إختلف بإختلاف الأجيال، بسبب أخذ الخبرة من الأجيال السابقة، تطور معدات التداريب، تطور المنشطات والمكملات الغذائية.
في سنوات الستينات يمكن القول بأن الأبطال في ذلك الوقت كان لديهم أجسام ضخمة نسبيا ومفتولة وجميلة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. في سنوات السبعينات ومع ظهور الأسطورة أرنولد شوارزنيجر، كانت هناك قفزة نوعية في عالم كمال الأجسام، إذ كان يتسم البطل أرنولد بطوله ووسامته، وأيضا بعضلاته الضخمة والمفتولة، خصوصا عضلات اليدين والصدر، مع أنه كان هناك أبطال في سنوات السبعينيات والثمانينات أقل في الكتلة العضلية والتنشيف من أرنولد.
في سنوات الثمانينات ظهر البطل لي هاني، والذي يعد أول بطل من أصول أفريقية مسيطر على مستر أولمبيا، وأول شخص يفوز بثمانية ألقاب متتالية لمستر أولمبيا، محطما بذلك الرقم القياسي لأرنولد، قبل أن يعتزل سنة 1991، بدون أي خسارة. يعد جسم لي هاني قفزة نوعية في أجسام كمال الأجسام، إذ كانت لديه عضلات جد ضخمة ومتناسقة. فيما يخص سنوات التسعينيات كانت أغلب أجسام المتنافسين تتميز بالضخامة والتنشيف العالي والتنسيق الجميل، وكانت المنافسات جد صعبة، والذي سيطر عليها البطل الأشقر دوريان يتس بظهره الواسع.
قبل نهاية سنوات التسعينات، وبالضبط سنة 1998 ظهر بطل جديد لمستر أولمبيا من أصول أفريقية، والذي إستمر في تربعه على عرش المنافسة إلى غاية سنة 2005 بثمانية ألقاب متتابعة، وهو الأسطورة روني كولمان، بجسد شبه كامل، بجسم ضخم للغاية وناشفة لا مثيل لها، بذراعين لا مثيل لهما، وبظهر أسطوري لم نره من قبل ولا من بعد. الكثير إن لم يكن الكل يعتبر جسده في قمة عطائه كأفضل جسم للعبة كمال الأجسام في التاريخ، مع أن البطل روني كولمان يعتبر جسد أرنولد شوارزنيجر كأفضل جسد في التاريخ، إذ يقول لو كانت هناك أجهزة متطورة، ومنشطات متقدمة كما في جيله، لكان أرنولد لديه جسد أسطوري كامل.
بعد عصر روني كولمان، بدأ أغلب المتنافسين على لقب مستر أولمبيا يتميزون بالضخامة من دون تنسيق جميل، وفي بعض الأحيان تكون بطونهم بارزة كالحوامل، ولم يعد هناك ذلك الأجسام الجميلة التي كان يتميز بها جيل التسعينيات خصوصا. والآن لا نعرف إلى أين ستتطور أجسام المتنافسين في المستقبل هل ستزيد سوءا، أم يمكنهنا أن نعود إلى الأيام الذهبية حيث كانت الأجسام متناسقة، أم ستتطور لشيء أفضل من كليهما، الوقت وحده سيجيب عن هذه التساؤلات.
أبطال مستر أولمبيا الذين فارقوا الحياة
الأعمار بيد الله، وبهذا فإنه يمكن للصغير الموت قبل الكبير، والكل موتى سواء القوي أو الضعيف، والقوة لله جل جلاله. نبدأ بأول من حصل على لقب مستر أولمبيا لاري سكوت، والذي توفي سنة 2014 عن عمر 75 سنة، نمر إلى ثاني بطل حصل على لقب مستر أولمبيا وهو سيرجيو أوليفا والذي توفي سنة 2012 عن عمر 71 سنة، نمر إلى رابع شخص حصل على اللقب والذي هو فرانكو كولومبو، وقد توفي سنة 2019 عن عمر 78 سنة، نمر إلى سادس شخص حصل على اللقب وهو الرياضي كريس ديكرسون، والذي توفي سنة 2021 عن عمر 82 سنة، نمر إلى الشخص الرقم 14 الذي حصل على اللقب وأصغر من توفي، وهو شون رودين، والذي توفي سنة 2021 عن عمر 46 سنة.
أبطال مستر أولمبيا من أصول عربية
ولد البطل سمير بنوت سنة 1955 في مدينة بيروت، لبنان، وهو أول شخص من أصول عربية يحصل على لقب مستر أولمبيا سنة 1983، وهو سابع شخص يحصل على لقب مستر أولمبيا. في خضم أزمة كورونا قام البطل المصري ممدوح السبيعي المعروف باسم (بيغ رامي)، بالحصول على لقبين لمستر أولمبيا على التوالي، وذلك سنة 2020 و 2021، وهو من مواليد مدينة بلطيم، مصر. طبعا يجب أن نذكر هنا البطل الغير المتوج ناصر السنباطي، والذي يعتبر أشهر لاعب عربي لكمال الأجسام، (والده مصري) ويحمل الجنسية المصرية، وقد توفي سنة 2013.